الصفحات

الجمعة، 16 ديسمبر 2016

The Syrian-Iranian plan to crumble Lebanon


The Syrian-Iranian occupation adopted an infernal plan to crumble the Lebanese State based on three principles: Weakening the military institution of the army and security forces, establishing sectarian militias to fill the void left by the national army and disseminating the corruption and bribery in the ruling political class.
The Syrian regime started since early 1990s to dismantle and weaken the Lebanese army quietly and with thoughtful approach, beginning with the destruction of the army backbone by tamping the Lebanese air force when Emile Lahoud was the army Commander, where Syria made pressures on the Lebanese Government to sell Mirage E3 Squadron, formed of ten planed owned by the Lebanese air force with 500 “Matra magic” missiles that stand at half a million dollars, to Pakistan at a very low price estimated at ninety-eight million dollars.
In order to destroy the leadership of the military institution, the Lebanese army officers were sent to Syria to undergo training sessions instead of the foreign military missions to Europe and USA. The Syrian regime and Hizbollah worked to prevent the Lebanese army from possessing modern weapons by refusing many donations and grants offered to the Lebanese army from Arab and European States.
In return, shipments of weapons in large quantities have been delivered to Hezbollah, which include the latest anti-tank weapons and unmanned planes and more than 100,000 rockets of all sizes.
Syrian-Iranian occupation deliberately disseminated the corruption and bribery in the ruling political class, where nearly 50 billion dollars have been stolen in the Department of energy, which kept under the control of Syria allies since the end of the civil war, moreover, the thefts in the communications Ministry and others.
The Syrian-Iranian plan in Lebanon, reached tough challenges prevented it from occupying the Lebanese State by Hezbollah militia after the uprising of the Cedar Revolution followed by the withdrawal of the Syrian army from Lebanon.
Today, Bashar Al-Assad is at the point of falling, and Hezbollah is drinking the bitter defeats with Bashar and Qassem Soleimani’s forces. These successive losses imposed on the Iranian revolutionary guards a second thought regarding linking the Lebanese and Syrian files and producing the equation of “converting Bashar’s regime and Iran defeats in Syria into victories or anarchy in Lebanon”, which more accurately means that “the defeat in Syria generates the chaos in Lebanon, and the signs of this equation began to sound.
Who listens to Nasrallah’s repeated speeches, understands that Bashar Assad’s collapse or losses “bill” in Syria will be paid by Lebanon and its security. And listening to Nasrallah public talk about the “Castle” Brigade, which includes large numbers of criminals, drug dealers and sentenced men residing in Bekaa, among them Noah Zuaiter, and who are Shiite clans facing Arsal sunni residents, we realize that we have a perfect recipe for a severe sectarian war that starts from Lebanon’s borders with Syria and moves later to Beirut and North Lebanon.
The sectarian war planned by Iran in Lebanon is a war that began nearly a year ago. They started by obstructing the election of the President of the Republic, followed by obstructing the government work on the pretext of security nominations, to the attempt of bringing it down by provoking riots during environmental organizations demonstrations in central Beirut. Near Al Amine mosque, young men cheering “Shiites, Shiites, Shiites,” and then, “cannabis, cannabis, we want to legalize the cannabis” and “Mahdi is back”, which clearly indicates who is behind this movement that took advantage of the civil gathering to bring down the government and spread chaos.

المخطط السوري- الإيراني لتفتيت لبنان


إعتمد الإحتلال السوري – الإيراني مخططاً جهنمياً لتفتيت الدولة اللبنانية يستند على ثلاثة مبادئ وهي: إضعاف المؤسسة العسكرية من جيش وقوى أمنية، صناعة الميليشيات ذات الطابع الطائفي لسدّ الفراغ الذي تركه الجيش الوطني  ونشر الفساد والرشوة في الطبقة السياسية الحاكمة.
بدأ النظام السوري منذ مطلع التسعينات بتفكيك وإضعاف الجيش اللبناني بهدوء وبمنهج مدروس، كانت البداية مع تدمير العمود الفقري للجيش عبر تدمير سلاح الجو اللبناني عندما كان العماد إميل لحود قائداً للجيش، حيث ضغطت سوريا على الحكومة اللبنانية كي تبيع سرب الميراج E3، عشر طائرات والتي كان يملكها سلاح الجو اللبناني مع 500 صاروخ “ماجيك ماترا” ويبلغ سعره نصف مليون دولار، إلى باكستان بثمن زهيد جداً يقدر بثمانية وتسعين  مليون دولار.
وبهدف تدمير قيادة المؤسسة العسكرية، تم إرسال ضباط الجيش اللبناني لتلقي التدريب في سوريا بدل البعثات العسكرية الخارجية الى اوروبا واميركا، كما عمد النظام السوري و”حزب الله” الى منع وصول السلاح الحديث للجيش اللبناني عبر رفض العديد من المنح وهبات السلاح التي يتم تقديمها للجيش اللبناني من دول عربية وأوروبية.
في المقابل تم إرسال شحنات الأسلحة بكميات ضخمة لمصلحة “حزب الله”، وهي تتضمن أحدث الأسلحة المضادة للدروع والطائرات من دون طيار وأكثر من 100 ألف صاروخ من جميع الأحجام.
تعمّد الإحتلال السوري – الإيراني نشر الفساد والرشوة في الطبقة السياسية الحاكمة، حيث تم سرقة ما يقارب 50 مليار دولار في وزارة الطاقة، التي احتفظ بها حلفاء سوريا منذ نهاية الحرب الأهلية، أضف الى ذلك، السرقات في وزارة الإتصالات والوزارات الأخرى.
المخطط السوري – الإيراني في لبنان، وصل الى تحديات صعبة منعته من احتلال الدولة اللبنانية عبر ميليشيا “حزب الله” بعد انتفاضة ثورة الارز وما تلاها من انسحاب جيش الاحتلال السوري من لبنان.
الآن بات نظام بشار الأسد آيلاً للسقوط، وبات “حزب الله” يتجرع مرارة الهزائم هو ونظام بشار وقوات قاسم سليماني، هذه الخسائر المتتالية فرضت على الحرس الثوري الإيراني التفكير مجدداً في ربط الملفين اللبناني بالسوري، وإنتاج معادلة “تبديل هزائم نظام بشار وإيران في سوريا إلى انتصارات أو فوضى في لبنان”، بمعنى أدق “الهزيمة في سوريا تعني فوضى في لبنان”، وهي معادلة بدأت معالمها تتضح.
من يتابع خطابات نصر الله المتكررة يدرك أن “فاتورة” سقوط أو خسائر بشار الأسد في سوريا سيدفع ثمنها لبنان وأمنه، وحديث نصر الله العلني عن “لواء القلعة” الذي يضم أعداداً كبيرة من المجرمين ومروجي المخدرات والمطلوبين الى العدالة من أهالي البقاع وفي طليعتهم نوح زعيتر، وهم من العشائر الشيعية في مواجهة أهالي عرسال السنية، يدرك أننا أمام وصفة مثالية لحرب طائفية مقيتة تبدأ من الحدود اللبنانية مع سوريا وتنتقل لاحقاً الى بيروت وشمال لبنان.
الحرب الطائفية المخطط لها إيرانياً في لبنان هي حرب بدأت منذ عام تقريباً، بدأها بتعطيل انتخاب رئيس للجمهورية، تلاها تعطيل عمل الحكومة بحجة التعينات الأمنية، الى محاولة إسقاطها عبر الشعب الذي أقدم عليه بعضهم مستغلاً تحرك حملة “طلعت ريحتكم” في وسط بيروت، فبالقرب من مسجد الأمين عمد بعض الشبان إلى الهتاف “شيعة شيعة شيعة”، ثمّ “حشيشة حشيشة بدنا نشرّع الحشيشة” و”المهدي راجع”، ما يدل بوضوح على الجهة التي تقف وراء التحرك، الذي استغل تجمع الحراك المدني كواجهة لاسقاط الحكومة ونشر الفوضى.

مراحل تطور عمليات تنظيم “القاعدة”


في محاولة لفهم طبيعة العمليات الارهابية التي اعتمدها تنظيم “القاعدة” منذ نشأته، نعود لفترة الجهاد الافغاني حيث أنشأ تنظيم “القاعدة” معسكرات لتعليم كيفية “القتال في الزحام” كما يقال وهي مجموعة من دروس الإستخبارات والتصفية والخطف والقتل. وكان البارز دروس تصنيع المتفجرات من مواد متوافرة في الأسواق المحلية، وذلك لتذليل عقبة لوجستية رئيسية تتعلق بصعوبة نقل المتفجرات بالطرق التقليدية عبر المطارات أو المرافئ.
كانت هذه المعسكرات بإشراف مدحت مرسي السيد عمر، مصري الجنسية معروف بـ”أبو خباب المصري”، مهندس وخبير في صناعة المتفجرات ومسؤول التدريب في تنظيم “القاعدة” (قتل في غارة اميركية على المناطق القبلية على الحدود الافغانية)، تخصص في هندسة المتفجرات وحرب عصابات المدن والعمليات الخاصة، عمل مدرباً في قواعد الجهاز العسكري لتنظيم الإخوان المسلمين قبل انتقاله الى تنظيم “القاعدة”.
معظم الجيل الاول من تنظيم “القاعدة” هم من جماعة الاخوان المسلمين أمثال: الشيخ عبد الله عزام، أيمن الظواهري، مدحت مرسي السيد عمر”أبو خباب المصري”، أبو مصعب السوري الذي أسس “معسكر الغرباء” في كابل افغانستان. (اعتقلته السلطات الأمريكية في باكستان عام 2005 ورحلته إلى سوريا).
الجيل الثاني من “القاعدة” هم ممن شاركوا في القتال في أفغانستان وتدربوا في معسكرات القاعدة وأهمها معسكر الفاروق، كان الجيل الاول من الخبراء لديهم من الخبرة ما يكفي لصناعة عشرات أنواع المتفجرات في أي مكان من العالم وبمواد متوافرة في الاسواق. لحسن الحظ قتل معظم هذين الجيلين خلال الحروب المتلاحقة.
بعد سقوط أفغانستان، أسقط الأمن، فلم يعد بالإمكان السفر والإلتحاق بمخيماتهم قصد التدريب. فبرزت طرق أخرى للجهاد عبر الانترنيت وصفحات التواصل الاجتماعي، وهذا ما بات يعرف بالجيل الثالث لتنظيم “القاعدة”. هم من الهواة الذين طوروا خبراتهم من منشورات ودراسات الجيل السابق على صفحات الانترنت، فتوجهت القاعدة الى المسلمين في أميركا وأوروبا على وجه التحديد، بأن هناك طرقاً أخرى للجهاد دونما الإلتحاق بمخيمات التدريب، وإنما “يمكنك الجهاد حيث أنت”. ويبرر منظرو “القاعدة” هذا الخيار بأنه أفضل في استثمار الوقت والامكانات المادية والبشرية، فلماذا تنظيم عمليات كبرى كخطف طائرات وتوجيهها نحو ناطحات سحاب في عمليات معقدة تستلزم التدريب الطويل والحصول على تاشيرات السفر والتخفي لسنين طويلة، في الوقت الذي يمكن الحصول على مئات الجثث من قتلى عمليات مباشرة وحيدة يقوم بها مواطن محلي.
في البداية تم عرض محتوى دورات تصنيع المتفجرات المستعملة في افغانستان. وهذا ما أدى الى العديد من الحوادث، تسببت بمقتل العديد منهم، التصنيع المخبري من قبل هواة، ينتج مواد متفجرة غير مستقرة وهي عرضة للإنفجار مع مرور الزمن بسبب صعوبة تنظيفها بشكل كامل من الأحماض المستعملة خلال التصنيع، ما دفع بالارهابيين الى عدم تخزين المواد المتفجرة واستعمالها مباشرة بعد التصنيع وهو عيب رئيسي يحد من قدرات الإرهابيين. فهم  لم يتعلموا أصول التصنيع المخبري في معسكرات القاعدة والتعامل مع حساسية المتفجرات (اي خطأ في التصنيع يؤدي الى ارتفاع مفاجئ لدرجات الحرارة والانفجار).
يعود الفضل في انتشار الموجة الثالثة للجهاديين الى “أنور العولقي” وهو أمريكي من أصل يمني. فقد استرعى انتباهه صعوبة القيام مجددا بعمليات جهادية ضخمة مثل هجوم الحادي عشر من أيلول أو تفجيرات مدريد في آذار 2004 أو تموز 2005 في لندن، فانتقل بالتركيز الى المجموعات الصغيرة جداً التي يسهل دعمها ايديولوجياً ولوجستياً، وحتى الإعداد الحربي يمكن أن يتم عن بعد، فلا حاجة بعد اليوم للمعسكرات. ويعتبر العولقي أول من أطلق مجلة جهادية باللغة الإنجليزية  تحمل عنوان “انسباير” (إلهام). كانت مجلة Inspire مصدراً جيداً الى “الجهاديين” من الشباب والتي ساعدت فعلاً على كسب مقاتلين جدد من الخلايا الفردية خاصة في الولايات المتحدة وأوربا، بعد أن توفر لهم تفاصيل عمل المتفجرات والإجراءات الامنية التي تساعد “الجهاديين” بالتخفي وعدم تعرضهم للمراقبة والشبهات. وجاءت تفجيرات ماراثون بوسطن في 15 نيسان 2013، لتبرهن استمرارية وفاعلية عمل الخلايا الفردية. كانت مجلة Inspire اي “الإلهام” تصدر من تنظيم الجزيرة العربية واليمن وبإشراف الاميركي سمير خان والعولقي قبل اغتيالهما معا في تشرين الأول 2011 في اليمن، بواسطة طائرة من دون طيار “درون”، وكانت المجلة الكترونية تحمل توقيع الملاحم ميديا، وهي الفرع الاعلامي لتنظيم “القاعدة” في جزيرة العرب. المجلة روجت لما بات يعرف بـ “استراتيجية الذئاب المنفردة” والذي وضع أسلوباً جديداً في المواجهة  يرتكز على تنشيط الخلايا الصغيرة غير المترابطة، وأسلوب العمل الفردي المرتكز على الولاء الروحي والمعنوي فقط.
تقدم مجلة (inspire ) في سياق مساعيها لتجنيد ذئاب منفردة مفترضة، مواضيع توضح كيف يمكن صنع مواد متفجرة بأدوات منزلية عادية لا تثير الشكوك عند اقتنائها، وتقدمها تحث عناوين توحي بالبساطة والسهولة مثل:”كيف تصنع قنبلة في مطبخ أمك” و “أنت حر في إشعال قنبلة حارقة” وغيرها من العناوين، التي تندرج تحت عنوان كبير ثابت في جميع أعداد المجلة هو:”المصدر المفتوح للجهاد”jihad open source   ويقول المحرر شارحاً أهمية هذا الباب في المجلة: “المصدر المفتوح للجهاد هو أسوأ كابوس لأميركا، نعطي الفرصة للمسلمين للتدريب في الداخل بدلاً من المخاطرة والسفر للخارج، أنظر أمامك المصدر المفتوح هو الآن في متناول يدك. “طاهي القاعدة” هو الإسم المستعار لمحرر القسم المذكور في المجلة، ويكتب مواضيع خطيرة، لها علاقة بتقنيات صنع المتفجرات من مواد بدائية، والمؤشرات تبين أن مقالاته بدأت تؤتي أكلها، فتامرلان تسارناييف وشقيقه جوهر مفجرا ماراتون بوسطن، لا يمكن أن يكونا إلا ضمن الفوج الذي خرجه “طاهي القاعدة”، فقد نقلت صحيفة الشرق الأوسط عن مسؤول أمريكي قوله بأن: “قاعدة اليمن مصدر الهام في تصنيع قنبلتي ماراتون بوسطن”. فطنجرة الضغط التي استعملت في التفجير، وسبق لطاهي القاعدة أن كتب موضوعاً عنها تحت عنوان :”كيف تصنع قنبلة في مطبخ أمك”، أشار فيه إلى أن: “إناء الضغط هو أكثر الوسائل فاعلية، قم بلصق الشظايا داخل إناء الضغط”، وبالتالي فأسلوب التفجير لا يخرج عن وسائل” القاعدة” التي تقدمها كأدوات بدائية يمكن أن تستخدم كعبوات متفجرة، وهي التقنية التي استخدمت في عمليات سابقة قام بها أفراد موالون لتوجهات القاعدة، كعملية تفجير مقهى أركانة في مراكش وعملية التفجير في ساحة التايمز في أميركا عام 2010 ونفدها فيصل شاه زاد وهو مواطن أميركي موال لحركة “طالبان” – باكستان.
إذاً، “استراتيجية الذئاب المنفردة” بكل تأكيد أسوأ كابوس لأميركا، و”طباخ القاعدة” هو أسوأ الطباخين سمعة في نظر الولايات المتحدة، وبحسب العديد من مصادر المخابرات فهو السعودي ابراهيم العسيري، خبير المتفجرات الذي أرعب العالم.

الخميس، 15 ديسمبر 2016

الحرب “اللامتماثلة” الإيرانية على لبنان


تقود إيران حرباً على لبنان تعرف علمياً بمصطلح “الحرب اللامتماثلة” وهي الجيل الرابع للحروب. تلك الحرب لا تهدف الى تحطيم مؤسسة عسكرية أو القضاء على مقدرات الدولة في مواجهة عسكرية مباشرة بل إلى إنهاك إرادتها ببطء بعد نشر الفوضى في أرجائها.
لقد عرّف البروفيسور الأميركي ماكس مايوراينج الحرب اللامتماثلة على الشكل الآتي: “الحرب بالإكراه، إفشال الدولة، زعزعة استقرارها ثم فرض واقع جديد يراعي مصالح صناع الحرب وأهدافه”.
وفي تعريف أوضح، إنها تسخير إرادات الغير في تنفيذ مخططات العدو. حيث تتم زعزعة الاستقرار بصور متعددة ينفذها مواطنون من الدولة نفسها عبر نشر الفوضى والفساد والرشوة داخل الطبقة الحاكمة وإفساد قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية.
تقنيات الحرب اللامتماثلة تستهدف النظام الذهني عن طريق خلق أنظمة ذهنية داخلية متناحرة على جميع المستويات، تأخذ طابع حرب الجماعات الدينية أو حرب الجماعات المالية والاقتصادية حيث تمثل الأفكار محوراً مهماً في شن حروب الجيل الرابع.
الثقافة هي الهدف وهي محور التخطيط لهذه الحروب، التي تتمركز تخطيطياً حول الهجوم على ثقافة العدو، وتدمير منظومة القيم الثقافية والروحية لدى العدو بحيث تنهار الروح المعنوية والقيم النفسية الداعمة للمجتمع، وبالتالي يسهل اختراقه أو دفعه إلى الانهيار المادي أو المعنوي.
الاعتماد الكبير على المؤثرات النفسية والمعنوية والإعلامية، حيث تلعب هذه المؤثرات الدور الأهم في مسارات الصراع في حروب الجيل الرابع، إذ بحكم اعتماد هذه الحروب على الأفكار فإن البوابة التلقائية والساحة العملية للمناورات والاشتباكات والتفاعلات تتمركز حول المؤثرات النفسية والمعنوية والإعلامية.
تفكيك الروابط الاقتصادية والأمنية والعسكرية، على الرغم من أن الثقافة هي جوهر الصراع في حروب الجيل الرابع، فإن نجاح هذه الحروب يتطلب بشكل موازٍ توافر قدر فاعل من المؤثرات على الصعد الاقتصادية والأمنية والعسكرية (مثل خلق منظمات مسلحة خارج نطاق الدولة) كي تساعد في الضغط القوي حين يلزم لتمرير خطط التدمير التي تستهدف الدول والشعوب.
 على الرغم من أن هناك العديد من الخطط والأنماط التي شهدها العالم منذ عقود مضت للإضراب أو الاعتصام أو العصيان أو غير ذلك من مظاهر التحرك الداخلي ضد الدول، فإن مثل هذه الأنماط لم تعمل وفق حراك عشوائي قائم على الاجتهادات الفردية، بل باتت تدرس ويتم التدريب عليها في منظمات دولية (الحرس الثوري الإيراني) ودول ترعى أفراداً وجماعات محلية منتشرة في دول شتى من العالم (حزب الله اللبناني وفروعه في مختلف الدول) لاستخدام هؤلاء الأفراد والجماعات وتوظيف قدراتهم ونشاطهم في إحداث التغيير الداخلي في أي دولة مستهدفة.
التخطيط البعيد الأمد هو السائد في مثل هذه الحروب، حيث تظهر خطورة بعض الممارسات الفردية بعد سنوات عدة عندما تلتئم وتصطف ضمن منظومات عمل جماعية مُحكمة تشكل بؤرة انطلاق لاستهداف استقرار الدول والمجتمعات وإشعال الفتن والمؤامرات داخلها ودفع الحكومات المركزية والمؤسسات العسكرية والاقتصادية الى التفكك والانحلال، كما حدث في لبنان والعراق واليمن.

المتفجرات بين الأمس واليوم


لمحة تاريخية
لم يذكر التاريخ متى استخدمت أول مادة مفرقعة، ولا يمكن على وجه الدقة تحديد أول من اخترعها، وربما كانت النيران اليونانية الشهيرة التي ظهرت في اليونان سنة 673 ميلادي، شيئاً يشبة المفرقعات أو الألعاب النارية، وسنة 1300 ميلادي، ظهر مخلوط مكون من فحم الكربون والكبريت وملح البارود (نترات البوتاسيوم)، وكان هذا المخلوط حتى سنوات عديدة هو المادة الوحيدة المتفجرة والمعروفة باسم البارود الأسود.
عرفت أوروبا البارود الأسود سنة 1313 كمادة دافعة للمقذوفات على يد راهب ألماني، أما التطور الاهم للمتفجرات فجاء في النصف الأخير من القرن التاسع عشر حيث توصل العالم السويدي الفريد نوبل سنة 1867 الى إعداد مركب النتروجلسرين كمادة يمكن استخدامها كمصدر للطاقة في أغراض التدمير.  قام العلماء بعد ذلك بتطوير المتفجرات باستخدام النتروجلسرين واضافته الى مواد أخرى والتوصل الى أنواع كثيرة أخرى أيضاً، كما ظهرت مركبات خالية تماماً من النتروجلسرين.
تُستخدم المتفجرات حالياً بصورها المختلفة في الحروب، كمادة دافعة في المقذوفات والصواريخ، وكحشوات متفجرة في القذائف والقنابل والألغام، وأيضاً حشوات ناسفة بهدف الهدم والتخريب. في الفترة الاخيرة ظهرت بقوة كسلاح أساسي يستعمله الارهبيون حول العالم في تنفيذ عملياتهم، وفي زمن السلم يستخدم أنواع منها بصورة آمنة في الأعمال المدنية، كالاستخدام في المناجم والمقالع، او في أجهزة التأشير والألعاب النارية، كما تستخدم في عمليات هدم المباني القديمة والمتداعية. 
التعريف العلمي
هي مركبات أو مزائج كيمياوية سريعة الاحتراق أو التفكك مع توليد كمية كبيرة من الغازات والحرارة، ينتج منها ضغط مفاجئ في زمن قصير جداً.
هناك ثلاثة أنواع رئيسية من التفجير: التفجير الميكانيكي والتفجير النووي والتفجير الكيمياوي. يعتمد التفجير الميكانيكي على رد الفعل الفيزيائي عبر زيادة ضغط الهواء في عبوة محكمة. ولمثل هذه الأجهزة استخدامات شتى ولاسيما في المناجم والمقالع التي لا يحسن فيها التفجير الكيمياوي. أما التفجير النووي فيتم عن طريق تفاعل نووي مستمر وبسرعة ثابتة يتحرر في أثنائه قدر هائل من الطاقة. أهما التفجير الكيميائي الذي يُعد الأسلوب المفضل في مختلف تطبيقات الهندسة.
المتفجرات الحديثة
من أهم المتفجرات الحديثة، النتروغليسرين nitroglycerin، النتروغليسرين متفجر كيميائي اكتشفه الكيميائي الإيطالي أسكانيو سوبريرو Ascanio Sobrero عام 1846، وبسبب مخاطر صنعه وعدم توافر الوسائل المناسبة لصعقه ظل النتروغليسرين حبيس المختبرات حتى قام الكيميائي السويدي عمانويل نوبل Immanuel Nobel وابنه ألفريد Alfred بدراسات مكثفة في الأعوام 1859-1861 فتحت المجال امام استخدام النتروغليسرين تجارياً.
كان الديناميت ثاني أهم اختراع تقدم به نوبل عام 1867. وقد اشتق الاسم من الإغريقية اليونانية dynamis أي “القوة”. كان من إسهامات نوبل الأخرى اختراعه عام 1875 الديناميت الهلامي، بإذابة النترو غليسرين في الكولوديون
النتروسلولوز: عام 1845 اخترع الكيميائي الألماني كريستيان شونِباين Christian Schoenbein نترو القطنnitrocotton أو ما يعرف بالبارود القطني.
الـ”ت. ن. ت”: واسمه الكامل ” ترينترو تولوين” (ثلاثي نترو تولوين) (TNT)، متفجر قوي جداً يعرف بالحروف الأولى من اسمه. اكتشف هذه المادة جون ويلبراند J.Wilbrand عام 1863، وبدأ باستخدامها كمتفجراًت عام 1904. مادة الـ”ت.ن.ت” من أكثر المتفجرات صلاحية للاستعمالات العسكرية . وقد كان الـ”ت.ن.ت” المتفجر الأكثر استعمالاَ من مختلف الأطراف المتحاربة في الحربين العالميتين بحاله النقية أو ممزوجاً مع متفجرات أخرى.
قبيل الحرب العالمية الثانية وفي أثنائها تم تطوير عدد من المتفجرات الجديدة الشديدة الفاعلية. ومن أهمها السيكلونايت “cyclonite” وبنتا إريتريتول تترانترات pentaerythritol tetranitrate. وإتلين ديامين دينترات ethylenediaminedinitrate وغيرها، وفي كل واحدة منها مزيج يحتوي على كميات مختلفة من الـ”TNT” تتراوح بين 40-50 %، وتستخدم حيث يتطلب الأمر قوة وتشظٍ شديدين.
يُرمز الى السيكلونايت بالحروف آر دي إكس RDX ويستخدم في صنع الصواعق. ولدى مزجه مع الـ TNT والشمع يصبح اسمه “المركب ب” Composition B ويستعمل في حشوات القنابل الشديدة الانفجار. وثمة مزيج مشابه له يحتوي على الألمنيوم يدعى توربكس Torpex له مفعول تحت الماء وتفوق شدته شدة الـ  TNTبنسبة 50%.
وهناك عدد من التراكيب المتفجرة اللدنة الأخرى تحتوي على نسب كبيرة من السيكلونايت، مع متفجرات ملدِّنة ويرمز لها بحروف وأرقام، مثل C-1 وC-3 وC-2 وC-4، يستخدم كل منها في الحشوات الناسفة المعدة للهدم، والفارق الأساسي بينها تحملها الى درجات حرارة دنيا وعظمى مختلفة مع بقائها صالحة للاستخدام.
أما بنتا إريتريتول تترانترات فيُرمز له بالحروف الأولى “بيتن” PETN ومواصفاته مماثلة للسيكلونايت، ويمكن مزجه مع الـTNT ليكوِّن معه متفجراً يدعى بنتولايت Pentolite.  كما يمكن مزج PETN مع RDX  بنسب مختلفة لتصنيع متفجرات Semtex الشهيرة .
ويعد البيتن اليوم الحشوة الصاعقة الرئيسية لمعظم المتفجرات، ونواة الفتيل الصاعق المستخدم في صعق الحشوات الناسفة، وكذلك حشوة معززة في أعمال النسف. وتصنع منه كبسولة صاعقة أو مفجِّر يحتوي على شحنة صغيرة توضع في الديناميت وتُشعل بمشعل أو فتيل بطيء أو بشرارة كهربائية. ولهذه المتفجرات الحساسة قوة قصم وتفجير شديدة. 
الصواعق و المتفجرات الصاعقة
الشحنات الصاعقة، متفجرات عالية الحساسية نسبياً لذلك تُستخدم لكي تنصعق ذاتياً بفعل صدمة ميكانيكية أو حرارة معتدلة بحيث تُصدر قوة كافية لتفجير الشحنة الرئيسية. ويرى معظم الخبراء أن اختراع ألفريد نوبل للصاعق (كبسولة الإشعال blasting cap) هو من مزيج فلمينات الزئبق مع كلورات البوتاسيوم (بنسبة 80-20 أو 90-10)، عام 1865 كان أعظم إنجاز في علم المتفجرات منذ اكتشاف البارود. وقد ظل هذا الصاعق الوسيلة الرئيسية في الاستخدام حتى عشرينات القرن العشرين. ويعد الجمع بين الفتيل البطيء (الفتيل الآمن safety fuse) الذي اخترعه بيكفورد Bickford والصاعق أكثر الوسائل الأمينة التي تصلح لصعق النتروغليسرين والكثير من المتفجرات الأخرى الشديدة الانفجار عن بعد. 
المتفجرات الأمينة للاستخدام المدني
قد يكون استخدام المتفجرات العادية الشديدة الإنفجار في بعض الحالات، وخصوصاً في مناجم الفحم خطراً جداً لأنه يتسبب في اشتعال الغازات السريعة الاحتراق أو ذرور غبار الفحم الموجود تحت الأرض.
ولتفجير طبقات الفحم في مثل هذه الأحوال هناك أنواع عدة من المتفجرات الأمينة تم تطويرها بحيث تقلِّل الخطر إلى حده الأدنى سواء من الحريق أم من الانفجار، فلا تُحدث لهيباً إلا للحظات قصيرة جداً، كما أن لهبها بارد نسبياً.
أنواع المتفجرات الآمنة المتفق عليها للاستعمال في مناجم الفحم هي أساساً مزائج من نترات الأمونيوم مع مركّبات أخرى من مثل نترات الصوديوم والنتروغليسرين والنتروسللولوز ونترو النشاء والمواد المكربنة وكلوريد الصوديوم وكربونات الصوديوم. وثمة نوع آخر من الشحنات الناسفة تلقى قبولاً متزايداً للاستعمال في المناجم لأنها لا تصدر لهيباً على الإطلاق، وهي أسطوانة من ثنائي أكسيد الكربون السائل الذي يمكن أن يتحول إلى غاز في لحظة بوساطة عنصر تسخين كيميائي داخلي، وعلى إحدى نهايتي الأسطوانة سدادة سريعة الانكسار يتوسع الغاز من خلالها.
من مزايا شحنة ثنائي أكسيد الكربون أنها ليست متفجراً في ذاتها، وأنها تمتص الحرارة بدلاً من نشرها. ومن مزاياها الأخرى أن شدة الانفجار قابلة للتوجيه نحو قعر الثقب المحفور الذي تغرس فيه الشحنة، فتقلل من تناثر الفحم وتكسره.
المصادر:
– A.P.VAN GELDER & H. SCHLATTER, History of Explosives Industry in America (1927).
– M.A.COOK, The Science of High Explosives, (1958).
– C.H. JOHANSSON & P. A. PERSSON, Detonics of High Explosives. (1970).
– E.I.DUPONt De NEMOURS & Company, Inc. (Blasters’ Handbook, 15th ed. 1

جديد انفجار الطائرة الروسية فوق سيناء


تمكنت اللجنة الفنية الدولية من تحديد مكان زرع القنبلة في طائرة A321 الروسية والتي سقطت في سيناء ، في 31 تشرين الأول 2015، وقتل جراء تحطمها 217 راكباً وأفراد الطاقم السبعة.
وقالت صحيفة “كوميرسانت” الروسية، الثلثاء 13 أيلول 2016،  نقلاً عن مصدر مقرب من لجنة التحقيق إن الخبراء يعتقدون بأن الإرهابيين وضعوا القنبلة بين عربات الأطفال في غرفة العفش في الطائرة. وقال المصدر إن انفجار القنبلة تسبب في انقطاع ذيل الطائرة على الفور.  وتحطمت طائرة Airbus A321 التابعة لشركة “كوغاليم آفيا” التي كانت في رحلة من منتجع شرم الشيخ المصري إلى مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، فوق شبه جزيرة سيناء.
منذ اليوم الاول لسقوط الطائرة الروسية، تمكن خبراء المتفجرات من تحديد سبب سقوط الطائرة الذي يعود الى انفجار عبوة ناسفة داخل الطائرة، وفي التحليل العلمي فان المعطيات تشير الى انتشار حطام الطائرة على مساحة 12 كيلومتراً ووجد ذيل الطائرة منعزلاً عن مجموعة الحطام، ما يؤكد انشطار الذيل عن جسم الطائرة في الجو.
اضف الى ذلك، شوهدت شظايا اخترقت الباب من داخل الطائرة (كما يظهر في الصورة) وهذا الامر لا يمكن تفسيره سوى انها شظايا ناتجة عن انفجارعبوة ناسفة داخل الطائرة وعلى مقربة من الذيل، ما أدى الى انشطاره عن جسم الطائرة في الجو.
حتى اليوم، تنفي السلطات المصرية تعرض الطائرة لأي عمل إرهابي، وبين الصحافة الروسية والنفي المصري، يبقى وضع الطيران في الواجهة لاسيما بعد سلسلة “الخضات” التي تعرض لها في الآونة الأخيرة.

ما هي أبرز المشاكل الأمنية في مطار بيروت؟


من المطالب الأساسية لحماية مطار بيروت هو بناء سور خارجي وفق المقاييس العالمية وتركيب كاميرات مراقبة، فالأسوار التي تفصل حرم المطار عن المناطق المجاورة غير محصنة بحيث نجح عام 2010 رجل في التسلل من خارج المطار والقفز إلى داخل إحدى الطائرات قبل إقلاعها، من دون أن تضبطه الشرطة المكلفة حماية أمن المطار.
اذاً نحن بحاجة إلى سور مزدوج، رئيسي وثانوي وتركيب كاميرات مراقبة. ليس هذا كل ما في الأمر إذ أن هناك مشكلة  في أجهزة “X-Ray” التي تستعمل في كشف المتفجرات.
يوجد داخل المطار عدد من الاجهزة القديمة المستعملة حالياً، ونحن بحاجة الى شراء أجهزة “X-Ray” حديثة، كون الاجهزة القديمة لا تكشف جميع انواع المتفجرات، لاسيما المتفجرات السائلة، فمن بين مئات أنواع المتفجرات (معظمها مواد صلبة)، هناك حوالى 12 نوعاً سائلاً، كالنتروغلسرين ونيتروميثان (يحتوي على مواد نتروجينية)، ومادة “الترياستون ترابروكسيد”، والتي يشار اليها اختصاراً باسمTATP، والمصنوعة من سائلين: الاستون، وهايدروجين بيروكسيد.
تعمل اشعة اكس “X-Ray” من خلال تسليط حزمة من الأشعة على الجسم المراد فحصه، حيث تتفاعل المواد المختلفة مثل المواد العضوية والمواد غير عضوية والمعادن بطريقة مختلفة مع اشعة “اكس”. فكل مادة لها كثافة وخواص ذرية مختلفة، منها من يمتص اشعة “اكس” ومنها من يسمح لاشعة “اكس” بالنفاذ خلالها، ومنها ما يعمل على تشتيتها. فالمواد العضوية مثل الجلد والمواد المتفجرة السائلة تسمح لأشعة “اكس” بالمرور عبرها.

اجهزة التفتيش القديمة
أنظمة التفتيش القديمة تستخدم اشعة “اكس” مزدوج الطاقة dual-energy system ، الذي يتم فيه اطلاق حزمتين من اشعة “اكس” الاولى ذات طاقة كبيرة والاخرى ذات طاقة منخفضة، وبعد تفاعل اشعة “اكس” مع المواد المختلفة داخل الحقيبة تبدأ عملية كشف محتويات الحقيبة حسب الخطوات التالية:
يلتقط الكاشف الأشعة ذات الطاقة العالية والأشعة ذات الطاقة المنخفضة التي نفذت من الحقيبة ويظهرها في صورة. يستخدم فلتر لابعاد الاشعة ذات الطاقة الضعيفة ثم يستخدم كاشف خاص لالتقاط الاشعة ذات الطاقة العالية التي نفذت. يستخدم برنامج كمبيوتر لمقارنة الصورة التي اخذت باستخدام الشعاعين والتي اخذت فقط بالاشعة ذات الطاقة العالية بعد فصل الاشعة الضعيفة. وبذلك يمكن الحصول على صورة واضحة وملونة لمختلف انواع المواد الموجودة في الحقيبة. فبالمقارنة بين الصورتين، يمكن للكمبيوتر ان يميز بين الاجسام ذات الطاقة الضعيفة والتي تكون في الأغلب من المواد العضوية الموجودة داخل الحقيبة.

اجهزة التفتيش الحديثة تعمل بتقنية التشتت الخلفية
هذه الاجهزة التي طورت بواسطة علماء ومهندسين أميركيين تعمل بطريقة مختلفة تماماً. بدلاً من الاعتماد على الصور المكونة بواسطة امتصاص الاشعة ونفاذها خلال الاجسام التى تتعرض لاشعة “اكس”، فإنه يتم استخدام تشتت اشعة “اكس” عن تلك الاجسام التي تسقط عليها. وقد وجد ان الصورة الملتقطة من خلال اعادة بناء نماذج التشتت أفضل وأدق وتستطيع التعرف على انواع العناصر العضوية ايضاً، فاي نموذج تشتت يتغير، بناءً على نوع المادة نفسها التي تتشتت بواسطتها، فالتشتت من الكربون يختلف عن التشتت من الهيدروجين او الليثيوم.
العناصر التي يكون العدد الذري لها قليل (اي نواة العناصر تحتوي على عدد قليل من البروتونات)، تعمل على تشتيت فوتونات اشعة “اكس” بقوة، في حين أن العناصر التي عددها الذري كبير تتجه الى امتصاص فوتونات اشعة “اكس” اكثر من تشتيتها. وحيث ان معظم المواد العضوية مكونة من عناصر ذات اعداد ذرية قليلة، فإن انظمة التشتت الخلفية تكون جيدة لتصوير المواد العضوية والمواد المتفجرة وخصوصاً السائلة منها، وافضل بكثير من الانظمة التي تستخدم اشعة “اكس” ذات الطاقة المزدوجة.

“بوكو حرام”… النشأة والصعود


“بوكو حرام” الذي يعني بلغة الهوسا “تحريم التعليم الغربي”، هي جماعة إسلامية نيجيرية سلفية جهادية مسلحة، تتبنى العنف المسلح لتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع ولايات نيجيريا.
تم تاسيسها عام 2002 على يد الداعية الشاب محمد يوسف، والذي انطلق من مسجد “ابن تيمية”  الذي شهد اعتقاله ومن ثم قتله. ولد عام 1970 في قرية نائية في الشمال النيجيري على الحدود مع جمهورية النيجر، ولقب بـ”الميدغوي” وكنيته “أبو يوسف”.
كانت بداية محمد يوسف التنظيمية مع جماعة الإخوان المسلمين في نيجيريا بقيادة إبراهيم الزكزكي في منتصف الثمانينات، غير أنه رفض ميل زعيمها للتشيّع الإيراني الذي اتسع عام 1994، وحدث انشقاق في جماعة الإخوان في نيجيريا، فانضم جناح منها الى زعيمها المتشيّع فيما بعد، واحتفظ جناح آخر بانتمائها الإخواني، التي سميت جماعة “التجديد الإسلامي”.
أما محمد يوسف فتقرّب عام 1994 من جماعة متشددة تدعى “جماعة إزالة البدعة وإقامة السنة” التي أسسها الشيخ أبو بكر جومى، وما لبث أن انفصل عنه مؤسساً ومعلناً جماعته الجديدة تحت اسم “جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد” عام 2002، والتي عرفت فيما بعد بحركة “بوكو حرام”.
الأسس الفكرية لـ”بوكو حرام”
حسب بيان، يتضح أن مبادىء “بوكو حرام” الذي وضعه مؤسسها محمد يوسف، هي نفس مبادئ الجماعات المتطرفة التي تدعي الجهاد مثل تنظيمي “داعش” و”القاعدة”، وهي تقوم على الأسس التالية:
– الحاكمية، وتكفير الحكم الوضعي والديمقراطية واعتبارها أدياناً مخالفة للإسلام وخروجاً عنه.
– اعتقاد الفرقة الناجية وأنهم الطائفة المنصورة المبشّر بها في نبوءات آخر الزمان.
– تحريم التعليم الغربي من المدارس إلى الجامعة.
– ضرورة إقامة “الدولة الإسلامية” والبيعة للإمام.
– الولاء والبراء ومعاداة المخالفين، سواء من المستغربين أو من الاتجاهات المذهبية الأخرى كالصوفية والتشيّع.
نجح محمد يوسف، مؤسس الحركة، في ربط حركته بتاريخ التجارب الإسلامية والتوسع الإسلامي في أفريقيا، وخصوصاً تجربة الشيخ عثمان دان فوديو الذي أسس دولة إسلامية في نيجيريا في أوائل القرن التاسع عشر، وعرف بتطبيقه الحدود والولاء والبراء ومواجهة البدع.
وكانت أولى العمليات المسلحة عام 2003 بعد أن انتشرت جماعته في ولايات الشمال النيجيري الشرقي الخمس، وهي: غومبي وأدماوا وبرنو ويوبي وباوشي، وكذلك في ولايات الشمال والشمال الغربي وهي: كانو وجيغاوا وكاتسينا وسوكوتو وكبي، كما امتد تهديدها الى دول الجوار بعد ذلك، وشنت عمليات في النيجر وتشاد والكاميرون.
خلال عام 2009 بدأ محمد يوسف حربه على الدولة النيجيرية من خلال ما سماه “الرسالة المفتوحة إلى رجال الحكومة الفيدرالية”، هدّد فيه الدولة، وحدّد لها أربعين يوماً للبدء في إصلاح العلاقة بينها وبين حركته، وإلا فسيبدأ “عملية جهاد”.
في تموز 2009 بدأت الشرطة النيجرية بالتحري عن الجماعة، بعد تقارير أفادت بقيام الجماعة بتسليح نفسها. تم القبض على عدد من قادة الجماعة في باوتشي، ما أدى إلى اشتعال اشتباكات مميتة بين قوات الأمن النيجيري وقدر عدد الضحايا بحوالى 150 قتيل.
اعتقل محمد يوسف قبل أن تقتله الشرطة في 30 تموز 2009 في أعقاب اقتحام مسجد “ابن تيمية” الذي كان يخطب ويعتصم فيه أمام أعين أنصاره وعلى الهواء مباشرة، في بث لمدة خمس دقائق لحوار بينه وبين رجال الأمن انتهى بمقتله.
“بوكو حرام” دخلت طوراً جديداً بعد مقتل مؤسسها، وبايعت قيادتها الجديدة وعلى رأسها أبو بكر شيكاو  في 16 آب 2009، ومعه أصبح التنظيم أكثر وحشية وأكثر توسعاً في التكفير والقتل على الهوية وعلى مؤسسات الأمن والدولة، والعمليات الانتحارية.
وفي 8 آذار 2015 بايعت “بوكو حرام” تنظيم “داعش” في بيان صوتي بُث عبر حساب الحركة على تويتر، على لسان زعيمها أبوبكر شيكاو،  الذي قال في رسالته: “نعلن بيعتنا للخليفة”، وذلك في إشارة إلى أبو بكر البغدادي، وأضاف: “سنسمع ونطيع في العسر واليسر “.
وفي 12 آذار 2015 قبل تنظيم “الدولة الإسلامية” بيعة الحركة ، فغيرت اسمها.
ولا شك أن التحول لبيعة “داعش” أعطى زخماً أكبر للتنظيم المتمدد في نيجيريا ودول الجوار، وسيهدد استقرار جنوب ليبيا القريبة والتي تشهد نمواً متسارعاً لتنظيم “داعش”.
يؤكد عدد من دارسي “بوكو حرام”، مثل الدكتور حمدي عبد الرحمن وعمر سيتي وثروتمان وغيرهم،  أن الإكراهات الاقتصادية والاجتماعية وهشاشة الدولة والخدمات في نيجيريا ساعدت هذه الحركة المتطرفة على التمدد والحضور الآيديولوجي والمؤثر في شمال نيجيريا والبلدان المجاورة، وفي مواجهة الحكومة النيجيرية الاتحادية، غير ان الوقائع تثبت ان العامل الآيديولوجي يظل أقوى من سواه، وهو ما يجذب المقاتلين الأجانب من دول الغرب قبل الدول العربية والافريقية .

التشكيل الامني السري… ذراع عمليات حزب الله في الخارج


معظم القوة البشرية في المنظومة العسكرية لـ”حزب الله” موجودة في جنوب لبنان، وهي تنتشر على طول الحدود مع إسرائيل في وحدات جغرافية واختصاصية (مثل وحدات الصواريخ أرض– أرض) أما الهدف منها فهو تحقيق التوازن في القوى في مواجهة الجيش الإسرائيلي.
إلى جانب الوحدات العسكرية، يعمل التشكيل الأمني الذي يترأسه  مصطفى بدر الدين.
مصطفى بدر الدين هو أحد مؤسسي “حزب الله” وعمل كثيراً إلى جانب نسيبه عماد مغنية (كان عماد مغنية متزوجاً من شقيقة مصطفى بدر الدين)، وكان متورطاً في أعمال تخريبية ضد أهداف غربية أيضاً. جرى اعتقال مصطفى بدر الدين وأصدر حكم بإعدامه في الكويت عام 1983 بعد أن كان متورطاً في سلسلة من الهجمات المتزامنة ضد أهداف محلية وغربية. بعد محاولات لإطلاق سراح بدر الدين من السجن في الكويت بتوجيه من عماد مغنية، تمكن بدر الدين من الهرب بعد الاجتياح العراقي للكويت عام 1990. بعد عودته إلى لبنان، استأنف العمل بشكل مكثف في المنظومة العسكرية لـ”حزب الله” واستمر في تورطه في العمليات التخريبية للتنظيم. بعد مقتل مغنية عام 2008، استلم جزءاً كبيراً من مسؤولياته، مع التركيز على الوحدات العاملة في الخارج، وقد جرى ربط إسم مصطفى بدر الدين باغتيال رئيس الحكومة اللبناني رفيق الحريري في شباط 2005 (وسياسيين لبنانيين آخرين) وبرز إسمه كأحد المتهمين المحتملين من قبل المحكمة الخاصة للأمم المتحدة.
هناك أيضاً وحدات خاصة بين وحدات التشكيل، تخصصها هو العمل خارج لبنان. ومن بين هذه الوحدات، الوحدة 910 “وحدة العمليات الخارجية” والوحدة 133 ووحدة العلاقات الخارجية.
الوحدة 910 – وحدة العمليات الخارجية لـ”حزب الله”
الوحدة 910 هي إحدى وحدات النخبة وهي مغلقة وسرية ويترأسها طلال حمية. تعتبر الامتداد الطويل والاستراتيجي لـ”حزب الله” وإيران. الهدف من هذه الوحدة، ردع الغرب، بما في ذلك إسرائيل، وقد كان يديرها في السابق عماد مغنية بنفسه.
تتكون هذه الوحدة من وحدات اختصاصية متشابكة مع بعضها البعض– إدارية وعملياتية، وهي مغلقة وسرية بالنسبة لجمل وحدات التنظيم الأخرى.
في الوحدة مجموعة عملياتية محدودة العدد، يخدم فيها لبنانيون شيعة أصول عائلاتهم ليس من لبنان، ويملك قسم منهم وثائق أجنبية حقيقية، تمكنهم من التحرك بحرية في أنحاء العالم واستخدام مواضيع تجارية – سياحية، يتلطون خلفها.
ولكي تتمكن الوحدة من العمل في أنحاء العالم، تقيم علاقات مع جهات مؤيدة لـ”حزب الله” تسكن بشكل دائم خارج لبنان وتستغلها من الناحية اللوجستية والعملياتية.
يتميز عمل الوحدة ببعد النظر، إذ أنها تسعى لتنفيذ عمليات نوعية ومهمة ولا تحاول التوصل إلى مكاسب سريعة ومن ابرز عملياتها:
17-آذار 1992: تفجير سيارة مفخخة ضد السفارة الإسرائيلية في بوينس آيرس.
18- تموز 1994: تفجير شاحنة مفخخة أمام بناية الجالية اليهودية (آميا( .
19- تموز 1994: عملية انتحارية في طائرة بنمية أقلعت من كولون إلى بنما سيتي.
-تشرين الأول 2007: محاولة لتنفيذ عملية تخريبية في باكو – أذربيجان.
-تموز – كانون الأول 2008: إعتقال مجموعة تخريبية عملت ضد أهداف حكومية في مصر.
-كانون الثاني – تشرين الثاني 2009: محاولة لتنفيذ عملية تخريبية في تركيا.
-نيسان 2011: نشاط عملياتي لـ”حزب الله” في حوض البحر الأبيض المتوسط.
-تشرين الثاني 2011:  نوايا لتنفيذ عمليات تخريبية في بانكوك واعتقال إرهابي من أعضاء وحدة العمليات الخارجية والكشف عن مخزن للاسلحة.
-تموز 2012: كشف دور “حزب الله” في العملية التخريبية في بلغاريا.
الوحدة 133
يترأس الوحدة 133 محمد عطايا، احد المسؤولين الهامين سابقاً في الوحدة 1800.
هدفها تنفيذ عمليات إرهابية في إسرائيل والأراضي المحتلة وفي مصر والاردن.
تتميز الوحدة 133 عن الوحدة 1800 بأنها تعمل في مجالات عدة، ومنها تجنيد أشخاص في معظم دول العالم، خصوصاً في شرق وغرب أوروبا.
وكجزء من نشاطها، تستعين الوحدة 133 بتجار المخدرات اللبنانيين من الذين لديهم علاقات في إسرائيل.
في صيف 2012 لجأت الوحدة 133 الى تجار المخدرات بهدف تهريب عبوة ناسفة بزنة 20 كلغ عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
طريقة عمل الوحدة هي عبارة عن استخدام العنصر البشري بما في ذلك تحديد الأشخاص الذين من المحتمل أن يكونوا مناسبين وتجنيدهم للوحدة وتحريكهم.
مراحل تحديد الأشخاص الملائمين وتجنيدهم لهذه الوحدة سريعة نسبياً، ويعود ذلك الى سبب مهامها وطابعها، إذ أن الأشخاص الذين يقومون بتحريك المجموعة ليسوا من الشيعة فقط.
بعد التجنيد، يخضع العناصر الذين سيتم تحريكهم الى تدريبات عسكرية – أمنية في مواضيع مختلفة ومن بينها: جمع معلومات وتجنيد وتحريك مصادر وإعداد قصة تغطية ورصد وتعقب.
التواصل بين المحركين والأشخاص الذين يقومون بتحريكهم يجري بواسطة لقاءات في سوريا ولبنان وأيضاً في أوروبا وفي آسيا وأماكن أخرى.
وحدة العلاقات الخارجية
وحدة العلاقات الخارجية في “حزب الله” (تم تأسيسها عام 1985) وهي مسؤولة عن إقامة وتطوير العلاقات مع الجاليات اللبنانية الشيعية على المستوى العالمي وهدفها الأساسي جمع الأموال لصالح الحزب والقيام بالدعاية السياسية والدينية باسم “حزب الله”، حيث تقيم الوحدة علاقات مع الوحدة الإعلامية التابعة للحزب ومحطات اللإذاعة والتلفزيون.
وبالفعل يقوم عناصر وحدة العلاقات الخارجية بمهام سرية أيضاً بهدف مساعدة وحدة العمل الخارجي في جمع المعلومات والمعانية وتحديد مرشحين للعمل مع الحزب بالإضافة إلى تقديم الدعم اللوجستي في مختلق المناطق.
يكون عناصر الوحدة في معظم الأحيان من رجال الدين، رجال الأعمال المعروفين في الجاليات الشيعية والمحسوبين على “حزب الله” بشكل علني، فالوحدة تقوم بنشاطها في كل من أروبا وإفريقيا وأميركا اللاتينية والولايات المتحدة وآسيا.
النشاط السري للوحدة
يساعد عناصر وحدة العلاقات الخارجية ضمن نشاطهم السري، وحدة العمل الخارجي في عدة مجالات:
ـ تحديد متعاونين محليين وعناصر عملياتية في مختلف المناطق.
ـ نقل المعلومات عن مختلف المناطق.
ـ تقديم العون اللوجيستي في المناطق التي تنشط فيها وحدة العمل الخارجي: تمرير وثائق ومستندات من مختلف المناطق لصالح وحدة العمل الخارجي والمساعدة في العثور على شقق عملياتية وتأمين المعدات في ساحة العمل.

قائمة بروابط (لينكات) لمواقع انترنت في موضوع النشاط والعمليات الإرهابية لحزب الله:
http://www.stop910.com/ar.html
www.en.wikipedia.org/wiki.hezbollah
www.almashriq.hiof.no
www.moqawama.org
www.geocities.com/martinkramerorg/hizbulla.htm