الصفحات

الجمعة، 16 ديسمبر 2016

المخطط السوري- الإيراني لتفتيت لبنان


إعتمد الإحتلال السوري – الإيراني مخططاً جهنمياً لتفتيت الدولة اللبنانية يستند على ثلاثة مبادئ وهي: إضعاف المؤسسة العسكرية من جيش وقوى أمنية، صناعة الميليشيات ذات الطابع الطائفي لسدّ الفراغ الذي تركه الجيش الوطني  ونشر الفساد والرشوة في الطبقة السياسية الحاكمة.
بدأ النظام السوري منذ مطلع التسعينات بتفكيك وإضعاف الجيش اللبناني بهدوء وبمنهج مدروس، كانت البداية مع تدمير العمود الفقري للجيش عبر تدمير سلاح الجو اللبناني عندما كان العماد إميل لحود قائداً للجيش، حيث ضغطت سوريا على الحكومة اللبنانية كي تبيع سرب الميراج E3، عشر طائرات والتي كان يملكها سلاح الجو اللبناني مع 500 صاروخ “ماجيك ماترا” ويبلغ سعره نصف مليون دولار، إلى باكستان بثمن زهيد جداً يقدر بثمانية وتسعين  مليون دولار.
وبهدف تدمير قيادة المؤسسة العسكرية، تم إرسال ضباط الجيش اللبناني لتلقي التدريب في سوريا بدل البعثات العسكرية الخارجية الى اوروبا واميركا، كما عمد النظام السوري و”حزب الله” الى منع وصول السلاح الحديث للجيش اللبناني عبر رفض العديد من المنح وهبات السلاح التي يتم تقديمها للجيش اللبناني من دول عربية وأوروبية.
في المقابل تم إرسال شحنات الأسلحة بكميات ضخمة لمصلحة “حزب الله”، وهي تتضمن أحدث الأسلحة المضادة للدروع والطائرات من دون طيار وأكثر من 100 ألف صاروخ من جميع الأحجام.
تعمّد الإحتلال السوري – الإيراني نشر الفساد والرشوة في الطبقة السياسية الحاكمة، حيث تم سرقة ما يقارب 50 مليار دولار في وزارة الطاقة، التي احتفظ بها حلفاء سوريا منذ نهاية الحرب الأهلية، أضف الى ذلك، السرقات في وزارة الإتصالات والوزارات الأخرى.
المخطط السوري – الإيراني في لبنان، وصل الى تحديات صعبة منعته من احتلال الدولة اللبنانية عبر ميليشيا “حزب الله” بعد انتفاضة ثورة الارز وما تلاها من انسحاب جيش الاحتلال السوري من لبنان.
الآن بات نظام بشار الأسد آيلاً للسقوط، وبات “حزب الله” يتجرع مرارة الهزائم هو ونظام بشار وقوات قاسم سليماني، هذه الخسائر المتتالية فرضت على الحرس الثوري الإيراني التفكير مجدداً في ربط الملفين اللبناني بالسوري، وإنتاج معادلة “تبديل هزائم نظام بشار وإيران في سوريا إلى انتصارات أو فوضى في لبنان”، بمعنى أدق “الهزيمة في سوريا تعني فوضى في لبنان”، وهي معادلة بدأت معالمها تتضح.
من يتابع خطابات نصر الله المتكررة يدرك أن “فاتورة” سقوط أو خسائر بشار الأسد في سوريا سيدفع ثمنها لبنان وأمنه، وحديث نصر الله العلني عن “لواء القلعة” الذي يضم أعداداً كبيرة من المجرمين ومروجي المخدرات والمطلوبين الى العدالة من أهالي البقاع وفي طليعتهم نوح زعيتر، وهم من العشائر الشيعية في مواجهة أهالي عرسال السنية، يدرك أننا أمام وصفة مثالية لحرب طائفية مقيتة تبدأ من الحدود اللبنانية مع سوريا وتنتقل لاحقاً الى بيروت وشمال لبنان.
الحرب الطائفية المخطط لها إيرانياً في لبنان هي حرب بدأت منذ عام تقريباً، بدأها بتعطيل انتخاب رئيس للجمهورية، تلاها تعطيل عمل الحكومة بحجة التعينات الأمنية، الى محاولة إسقاطها عبر الشعب الذي أقدم عليه بعضهم مستغلاً تحرك حملة “طلعت ريحتكم” في وسط بيروت، فبالقرب من مسجد الأمين عمد بعض الشبان إلى الهتاف “شيعة شيعة شيعة”، ثمّ “حشيشة حشيشة بدنا نشرّع الحشيشة” و”المهدي راجع”، ما يدل بوضوح على الجهة التي تقف وراء التحرك، الذي استغل تجمع الحراك المدني كواجهة لاسقاط الحكومة ونشر الفوضى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق