من المطالب الأساسية لحماية مطار بيروت هو بناء سور خارجي وفق المقاييس العالمية وتركيب كاميرات مراقبة، فالأسوار التي تفصل حرم المطار عن المناطق المجاورة غير محصنة بحيث نجح عام 2010 رجل في التسلل من خارج المطار والقفز إلى داخل إحدى الطائرات قبل إقلاعها، من دون أن تضبطه الشرطة المكلفة حماية أمن المطار.
اذاً نحن بحاجة إلى سور مزدوج، رئيسي وثانوي وتركيب كاميرات مراقبة. ليس هذا كل ما في الأمر إذ أن هناك مشكلة في أجهزة “X-Ray” التي تستعمل في كشف المتفجرات.
يوجد داخل المطار عدد من الاجهزة القديمة المستعملة حالياً، ونحن بحاجة الى شراء أجهزة “X-Ray” حديثة، كون الاجهزة القديمة لا تكشف جميع انواع المتفجرات، لاسيما المتفجرات السائلة، فمن بين مئات أنواع المتفجرات (معظمها مواد صلبة)، هناك حوالى 12 نوعاً سائلاً، كالنتروغلسرين ونيتروميثان (يحتوي على مواد نتروجينية)، ومادة “الترياستون ترابروكسيد”، والتي يشار اليها اختصاراً باسمTATP، والمصنوعة من سائلين: الاستون، وهايدروجين بيروكسيد.
تعمل اشعة اكس “X-Ray” من خلال تسليط حزمة من الأشعة على الجسم المراد فحصه، حيث تتفاعل المواد المختلفة مثل المواد العضوية والمواد غير عضوية والمعادن بطريقة مختلفة مع اشعة “اكس”. فكل مادة لها كثافة وخواص ذرية مختلفة، منها من يمتص اشعة “اكس” ومنها من يسمح لاشعة “اكس” بالنفاذ خلالها، ومنها ما يعمل على تشتيتها. فالمواد العضوية مثل الجلد والمواد المتفجرة السائلة تسمح لأشعة “اكس” بالمرور عبرها.
اجهزة التفتيش القديمة
أنظمة التفتيش القديمة تستخدم اشعة “اكس” مزدوج الطاقة dual-energy system ، الذي يتم فيه اطلاق حزمتين من اشعة “اكس” الاولى ذات طاقة كبيرة والاخرى ذات طاقة منخفضة، وبعد تفاعل اشعة “اكس” مع المواد المختلفة داخل الحقيبة تبدأ عملية كشف محتويات الحقيبة حسب الخطوات التالية:
يلتقط الكاشف الأشعة ذات الطاقة العالية والأشعة ذات الطاقة المنخفضة التي نفذت من الحقيبة ويظهرها في صورة. يستخدم فلتر لابعاد الاشعة ذات الطاقة الضعيفة ثم يستخدم كاشف خاص لالتقاط الاشعة ذات الطاقة العالية التي نفذت. يستخدم برنامج كمبيوتر لمقارنة الصورة التي اخذت باستخدام الشعاعين والتي اخذت فقط بالاشعة ذات الطاقة العالية بعد فصل الاشعة الضعيفة. وبذلك يمكن الحصول على صورة واضحة وملونة لمختلف انواع المواد الموجودة في الحقيبة. فبالمقارنة بين الصورتين، يمكن للكمبيوتر ان يميز بين الاجسام ذات الطاقة الضعيفة والتي تكون في الأغلب من المواد العضوية الموجودة داخل الحقيبة.
اجهزة التفتيش الحديثة تعمل بتقنية التشتت الخلفية
هذه الاجهزة التي طورت بواسطة علماء ومهندسين أميركيين تعمل بطريقة مختلفة تماماً. بدلاً من الاعتماد على الصور المكونة بواسطة امتصاص الاشعة ونفاذها خلال الاجسام التى تتعرض لاشعة “اكس”، فإنه يتم استخدام تشتت اشعة “اكس” عن تلك الاجسام التي تسقط عليها. وقد وجد ان الصورة الملتقطة من خلال اعادة بناء نماذج التشتت أفضل وأدق وتستطيع التعرف على انواع العناصر العضوية ايضاً، فاي نموذج تشتت يتغير، بناءً على نوع المادة نفسها التي تتشتت بواسطتها، فالتشتت من الكربون يختلف عن التشتت من الهيدروجين او الليثيوم.
العناصر التي يكون العدد الذري لها قليل (اي نواة العناصر تحتوي على عدد قليل من البروتونات)، تعمل على تشتيت فوتونات اشعة “اكس” بقوة، في حين أن العناصر التي عددها الذري كبير تتجه الى امتصاص فوتونات اشعة “اكس” اكثر من تشتيتها. وحيث ان معظم المواد العضوية مكونة من عناصر ذات اعداد ذرية قليلة، فإن انظمة التشتت الخلفية تكون جيدة لتصوير المواد العضوية والمواد المتفجرة وخصوصاً السائلة منها، وافضل بكثير من الانظمة التي تستخدم اشعة “اكس” ذات الطاقة المزدوجة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق