کما مر في شهر آب/أغسطس الماضي الذکرى ال28 على مجزرة صيف 1988، التي إرتکبها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بحق 20 ألف من السجناء السياسيين من أعضاء و أنصار منظمة مجاهدي خلق و التي إعتبرتها منظمة العفو الدولية في حينها جريمة ضد الانسانية، فقد مرت قبل أيام،
الذکرى ال18 على إرتکاب النظام نفسه لما عرف في حينها بالجرائم المتسلسلة و التي طالت العشرات من المثقفين والكتاب والسياسيين المعارضين في الداخل، الذين تمت تصفيتهم بفتوى مراجع ومسؤولين كبار في النظام الإيراني، وقد طالبت بهذه المناسبة منظمة "مراسلون بلا حدود" بمحاكمة 3 مسؤولين في النظام الإيراني، لکونهم مسٶولين عن إرتکاب تلك الجرائم وهم مصطفى بورمحمدي وزير العدل الحالي، وغلام حسين محسني ايجئي المتحدث باسم السلطة القضائية، وقربان علي دري نجف آبادي المدعي العام الإيراني.
جرائم الاغتيالات المتسلسلة و التي جاءت بعد 10 أعوام من إقدام النظام على إرتکاب مجزرة صيف1988، لم يکن بالامکان أبدا حدوثها لو کانت هناك متابعة دولية لمجزرة 1988 بحق 30 ألف سجين سياسي، ذلك إن صمت المجتمع الدولي و تجاهله لتلك الجريمة المروعة التي أطارت صواب المنظمات المعنية بحقوق الانسان و التي رفعت من عقيرتها مطالبة بمحاکمة و محاسبة قادة و مسٶولي هذا النظام، هو ما هيأ الارضية الاکثر من مناسبة لکي يتمادى النظام و يوغل أکثر في إجرامه و وحشيته و يفتح جبهة دموية ضد الشرائح و النخب المثقفة و الفکرية، خصوصا بعدما وجد إن العالم لايکترث و يأبه لإعدام 30 ألف سجين سياسي بفتوى معادية ليس للقيم و المبادئ القانونية و الانسانية و الاخلاقية فقط وانما حتى للاسلامية أيضا، وإن مرور هذه الذکرى التي تصادف نشاطات و فعاليات و تحرکات واسعة النطاق للجالية الايرانية في مختلف أنحاء العالم ضد الجرائم و المجازر الدموية التي يرتکبها هذا النظام، تضع المجتمع الدولي مرة أخرى أمام واجبه القانوني و الاخلاقي لکي يبادر الى إتخاذ الموقف الذي کان يجب أن يتخذه في عند إرتکاب الجريمتين.
جريمتي صيف1988 و جرائم الاغتيالات المتسلسلة في التسعينات، هما في الحقيقة قضيتان مرتبطتان ببعضهما و لهما أيضا أکثر من علاقة جدلية بما يجري من جرائم و مجازر في دول المنطقة و التي يتدخل النظام الايراني ولاسيما سوريا و العراق و اليمن و لبنان، وطلما إن الجناة لم يتم محاکمتهم و محاسبتهم على جرائمهم فإنهم سيتمادون أکثر و يقدمون على إرتکاب الافظع و الافظع.
كتابات - منى سالم الجبوري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق